responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 538
الأغنياء أن للفقراء فى أموالهم حقّا معلوما للسائل والمحروم، وأخرجوه طيبة به نفوسهم، راضية به قلوبهم، لوجد الفقير فى هذا العطف بلسما لجراحه، وشفاء لذات صدره.

[مشكلة الأسرة]
ويقول الله تبارك وتعالى فى سورة البقرة [الآية: 228]: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ.
فهى ثمانى كلمات تقوم أساسا صحيحا لسعادة الأسرة، وتبيان حقوق المرأة، فلو عرف الرجال أنّ للنساء مثل ما عليهن، فأدوا الحقوق كما يطالبون بالواجبات، وعرف النساء أنّ للرجال عليهنّ درجة الرقابة والتوجيه، فأسلمن لهم القياد طائعات راضيات، لو كان ذلك كذلك لنعمت الإنسانية بأسر متكافلة متعاونة ناعمة فى رغد من العيش وطمأنينة فى الحياة.
أو ليس غريبا أن يعرض القرآن الكريم لهذه المشكلات العصرية قبل أربعة عشر قرنا، ثم يصف لها هذا العلاج الناجع المفيد؟
أو ليس غريبا أن يجيء أسلوب القرآن فسيحا غير ضيّق، مرنا غير جامد، وأن يدع دائما التفصيل والتفريع للظروف والحوادث والعوامل الموضعية الخاصة.
فكيف يشاورهم؟ ومتى؟ وفى أى شىء؟ ومن هم هؤلاء المستشارون؟ وكيف يختارهم الحاكم؟ كل أولئك يتوقف على عوامل عدّة لا يعلم مداها إلا الله، وهى مع هذا تتغيّر بتغيّر الظروف والأزمان، وإذن فحسب القرآن أن يقرر المبدأ العام، ويدع للظروف ما سواه.
وما تلك الدرجة التى للرجل على المرأة؟ وماذا تتناول من شئون الأسرة؟ هذا أيضا متروك لهما معا فى كل عصر بحسبه.
وهذا الحق المعلوم فى الزكاة من مال الغنى للفقير جاء محدّدا حتى لا تعبث به يد البخل والشح، ثم طلبت الصدقة النافلة بعد ذلك، وأعطى الحاكم بعد ذلك حق النظر فى مصالح الناس وتغليب المنفعة العامة على الحقوق الخاصة مع التعويض المناسب عن اللزوم.

اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 538
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست